معلومات متضاربة عن محاولة لاغتيال الرئيس السوداني..إطلاق نار في منزل البشير وإصابة حارسه بجروح خطيرة
الخرطوم”
رشحت معلومات متضاربة في العاصمة
السودانية أمس عن أن الرئيس عمر البشير تعرض لمحاولة اغتيال داخل منزله في
مجمع القيادة العامة للقوات المسلحة. وفيما سارعت جهات مقربة إلى حزب
المؤتمر الوطني الحاكم إلى الترويج لرواية تتحدث عن طلقة طائشة أصابت
الحارس الشخصي للبشير في منزل الرئيس أثناء قيام أحد زملائه بتنظيف مسدسه.
وزاد الأمر غموضاً وإلحاحاً أن
الحارس المصاب نقل إلى أحد مشافي العاصمة السودانية، في حالة صحية حرجة.
وقالت مصادر إنه نقل إلى المستشفى مصاباً بتهتك ونزف في الأمعاء. وأشارت
إلى أن البشير قام أمس بزيارة لتفقد حارسه المصاب، وأنه مكث بالمستشفى إلى
أن استقرت حال الحارس الذي أخضع لجراحة في أولى ساعات فجر الإثنين، ولا
يزال الحارس منوماً بقسم العناية المركزة بالمشفى . وتقول مصادر إن حاله
الصحية مستقرة، لكنه يخضع للمراقبة الطبية.
وذكرت معلومات أخرى أن أحد الحراس
حاول اغتيال البشير، لكن يقظة الحارس المصاب جعلته يتلقى الرصاصة لئلا تصيب
البشير، وهو ما يفسر حرص البشير على زيارة الحارس المصاب في المستشفى
وانتظار معرفة نتيجة الجراحة الدقيقة التي أخضع لها. وتحدث شهود عن أن
البشير كان مضطرباً ويبدو الفزع على عينيه حين أتى لزيارة حارسه المصاب.
وعلى الرغم من أن أمطاراً غزيرة كانت تهطل على العاصمة في تلك الليلة إلا
أن المستشفى الخاص سرعان ما غص بالعشرات من رجال الأمن والحزب الحاكم.
وشكك مناهضو الرواية شبه الحكومية
في إمكان وقوع حادث عرضي أثناء تنظيف السلاح. وقالوا إن تنظيف المسدس عادة
يتم قبل بدء موعد نوبة الحراسة، خصوصاً أن المحروس هو القائد الأعلى للقوات
المسلحة ورئيس الجمهورية. وأضافوا أن تنظيف السلاح لا يتم في وجود رئيس
الجمهورية مهما كانت الملابسات. وأشاروا إلى أن الشائعات التي تكتنف ما حدث
في منزل البشير أمس الأول تزامنت مع تسريبات من قبل أقطاب الحزب الحاكم
لصحف عربية خلال الشهرين الماضيين عن إحباط مؤامرات تستهدف اغتيال الرئيس
السوداني.
ويزيد تلك المعلومات إثارة لاهتمام
الشارع السوداني، أن نظام البشير شهد وفيات غامضة لعدد من أبرز أقطابه،
خصوصاً المقدم إبراهيم شمس الدين الذي كان يتولى الأجهزة الأمنية قبل وفاته
في حادثة تحطم طائرة في إحدى مناطق الجنوب السوداني قبل استقلاله. كما
توفي في حادثة سير لم تنشر نتيجة التحقيق فيها القيادي البارز الدكتور
مجذوب الخليفة. وبدأ “بازار” الحوادث المميتة الغامضة بمقتل النائب الأول
للرئيس اللواء الزبير محمد صالح في تحطم طائرة كانت تقله في رحلة إلى ولاية
أعالي النيل.
وأثارت المعلومات التي لم تتأكد من
جهات رسمية عن محاولة اغتيال البشير في منزله الحكومي في الخرطوم أمس الأول
ردود فعل مختلطة في الشارع السوداني الذي تنحو قطاعات واسعة منه لتفسير ما
تردد باعتباره جزء من التناحر بين قيادات المؤتمر الوطني، خصوصاً المجموعة
التي شاركت في تنفيذ انقلاب 30 يونيو 1989. ويرى هؤلاء أن الاغتيال أسلوب
استخدمته هذه القيادات في الحوادث المشار إليها، وربما في حادثة سقوط
الطائرة التي أقلت النائب الأول السابق للرئيس السوداني العقيد جون قرنق في
عام 2005. بينما ترى قطاعات أخرى أن البشير أصلاً مستهدف، من قبل جماعات
داخلية وخارجية، خصوصاً حركات التمرد التي التأمت في ما يعرف بـ “تحالف
كاودا” لتعزيز فرص إسقاط النظام.
وجاءت الأنباء المتعلقة بما حدث في
بيت البشير الأحد الماضي وسط استياء شعبي عارم من إجراءات تقشف قاسية
اتخذها الرئيس السوداني، بعد أن أدى انفصال جنوب السودان في عام 2011ن
وتراجع حاد في مداخيل النفط، وتفاقم الخسائر الناجمة عن حالات الفساد
والتخبط في السياسات الاقتصادية والمالية، إلى أزمة اقتصادية خانقة، دفعت
السودانيين إلى تسيير تظاهرات لم تتوقف إلا بعد حلول شهر رمضان.