نصائح للآباء في تربية الأبناء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) رواه البخاري فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
عزيزي الأب الفاضل, عزيزتي الأم، الغاية أيها المربى الناجح، واجبك أن تربي الأبناء على أخلاق الإسلام, وتعريفهم بشمائل الرسول وصفاته حتى لا يكونوا مسلمين بلا إسلام.
والأخلاق تأتى بالإقتداء لا بالإلقاء, لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشى علي الأرض.
تجمل أنت أولا بالخلق الحسن, فيرى منك ابنك كل ماهو جميل، فيتعلم بالقدوة وهذه أنجح وأسرع سبل التعديل والتغيير لسلوك أولادنا.
الرحمة
لو أردت غرس خلق الرحمة في أولادك, كن رحيما بهم, كوني رفيقة بأبنائك، فعن أنس رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم"رواه مسلم, كان دائم السؤال عنهم، وعن محبتهم يوصي الأب أن يحرص على حب أولاده واللعب معهم والرحمة بهم.
حريص على كسر الحاجز بينه وبين الصبيان, ولا تحول المكانة بين المودة والرحمة والتعاطف معهم, يمسك بيد الطفل ويصطحبه للزيارة, يحزن لموت أولاد أصحابه ويشاطرهم أحزانهم ويواسيهم، وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجاوز في صلاتي أي أختصر مما أعلم من وجه أمه من بكائه).
عوّد ابنك وعلمه كيف يرحم الضعيف, ويحترم الكبير, ويرفق بالحيوان ويحسن معاملة الجيران روى البخاري في صحيحه: "عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش".
التسامح
سامح أبناءك قبل أن تنام, ادع لهم بالخير، وإن لم تقم وتقبلهم في نومهم وتسامحهم استدع صورة أولادك في ذاكرتك واعفو عنهم.
الاعتذار
اعتذر أنت لأولادك, تأسفي (تأسف) لأطفالك, ليس علي الابن فقط الاعتذار لك عزيزي الأب, عزيزتي الأم, عندما يقع منك الخطأ يجب أن يرى منك الاعتذار دليلا ومثلا تطبيقيا على أن من يخطئ يعتذر.
الصدق والأمانة
حبب ولدك في الصدق والأمانة حتي يكتب عند الله صديقا وأمينا، عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة وإن الرجل ليصدق حني يكتب عند الله صديقا, وإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار وإن الرجل ليكذب حتي يكتب عند الله كذابا) متفق عليه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا حدث الرجل رجلاً بحديث ثم التفت فهي أمانة) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، ووافقه الألباني.
الشجاعة
عود ابنك الشجاعة في القول يقول الصدق ولا يخش في ذلك أحدا.
فلنغرس في أولادنا الإيجابية, سرعة الحركة تجاه أي خطا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يراك دوما غير ساكت عن الحق ولاتكتم شهادة حق أبدا.
أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال (ياغلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو أن الأمة اجتمعت علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف)وصححه عدد من العلماء منهم الألباني.
أمسك عليك هذا
اللسان وحصائد الألسنة وأهوال ما نقع فيه من كبائر باستصغار أثر الكلمة, لابد أن نعي نحن المربين قيمة وقدر الكلمة, آثار الكلمة الطيبة وأضرار الكلمة الخبيثة.
الكلمة الطيبة صدقة
حذر ابنك من السب واللعن والكلام البذيء حتي لايخلع عن نفسه حلة ومنزلة الإيمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) رواه الترمذي وحسنه، وحسنه عدد من العلماء منهم الشيخ شاكر والألباني.
روى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سببت رجلاً فعيرته بأمه، قلت له يا ابن السوداء فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر عيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية"ورواه مسلم أيضا.
هيا نعمق داخل نفوس أولادنا تحري الكلمة والخطاب وعدم خلف الوعد, عدم السخرية والاستهزاء بالآخرين علي سبيل المزاح.
الكذب علي إنها دعابة وضحك للتسلية, و.........
إن الحديث عن آفات اللسان وما وصل به الحال من جهر ومجاهرة بالفاحش والفحش من الألفاظ والأحاديث متداولة بين الكبار وشربها الصغار، بل أضافوا قواميس ولغات لم نعرفها من قبل, سكتنا عن أول انحراف لفظي، فصارت طامة كبرى وسيل أوشك أن يغرق الجميع عامة ومثقفين, آباء ومعلمين, يجب أن نتصدى للطوفان، ونستعين بالله أن يحول بيننا وبين الهلاك ويشق لنا البحر ليكتب لنا النجاة والوصول بأولادنا لشاطئ الأمان والنجاة.