رحب علي عثمان محمد طه
نائب الرئيس السوداني بقرار حكومة جنوب السودان طرد فصائل دارفور المسلحة
في ختام الزيارة التي قام بها الرئيس عمر البشير إلي الجنوب قبل ثلاثة أيام
من الاستفتاء علي تقرير مصير الإقليم.وقال طه أثناء مخاطبته احتفالا أقامه
اتحاد المرأة السودانية بمناسبة ذكري الاستقلال إنه* "لا مجال لاستضافة
أي معارضة شمالية في الجنوب أو أي معارضة جنوبية في الشمال*".وكان سلفاكير
ميارديت* -النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب*- قد أعلن في
ختام زيارة البشير لجوبا أمس الاول أن حكومته اتخذت إجراءات طردت بموجبها
حركات دارفور المسلحة من جوبا.وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البشير*
"لا توجد معارضة من الشمال تتخذ من جوبا قاعدة لها*" مجددا التزام طرفي
اتفاق السلام الشامل بتنفيذ ما تبقي من بنود اتفاقية السلام.من جانبه،*
قال الرئيس السوداني انه تلقي تأكيدات من حكومة الجنوب بعدم السماح لوجود
معارضة شمالية في اراضي الجنوب*. واضاف* "لقد اكد الطرفان التزامهما
بالمحافظة علي الامن والاستقرار وتأمين الشماليين في الجنوب والجنوبيين في
الشمال،* كما تم التأكيد علي ضمان اجراء استفتاء حر ونزيه وبصورة
شفافة*".واكد البشير ان ترسيم الحدود سينتهي قبل التاسع من يوليو المقبل
موضحا ان هذا الترسيم لايعني اقامة جدار فصل بل هو تحديد يسمح بحركة
المواطنين وفق للقوانين المراعي اجراؤها*. وكان الرئيس السوداني قد قام
بزيارة إلي جوبا أمس الاول قبل أيام من إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب
وأكد أن حكومته مستعدة للعمل علي تقليل السلبيات التي قد تنتج عن الانفصال
إذا اختار الجنوبيون ذلك*. وغلبت عبارات الترحيب علي تعليقات سكان جوبا
بشأن زيارة البشير لمدينتهم بعدما عبر عن التزام حكومته بقبول خيارهم*.
ورحب سلفاكير بزيارة البشير ووصفها بانها مطمئنة للمواطنين في الجنوب*.
وقال ان البشير له الحق في زيارة جوبا في اي وقت قبل او بعد الاستفتاء
وزيارة جميع المناطق في جنوب السودان*..ومن جانبه, حذر رئيس لجنة العلاقات
الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري لدي وصوله جوبا*
للمساعدة في صياغة اتفاق أوسع بين شمال وجنوب السودان, من أن السودان
يواجه* "لحظة حاسمة*".وقال كيري الذي زار جنوب السودان مرتين الخريف
الماضي في بيان إن* "الولايات المتحدة لعبت دورا مهماً* في إنهاء الحرب
الأهلية بالسودان مما جعل استفتاء الأحد المقبل ممكناً*". وأضاف*
"التزامنا للشعب السوداني سيتجاوز ما بعد الاستفتاء،* أيا كانت نتائجه،*
ونعمل علي تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في المنطقة*."
ومن جهة اخري, أجلت أحزاب المعارضة السودانية مؤتمرها الذي كان من المقرر
أن تعقده امس بشأن استفتاء الجنوب.وعلي صعيد اخر, إتهمت حركة العدل
والمساواة،* اكبر حركات التمرد في دارفور،* الخرطوم باستغلال استفتاء
جنوب السودان لتصفية قضية دارفور عسكريا،* وهددت بتوجيه* "ضربات*"
عسكرية بالاشتراك مع حلفائها ضد الحكومة السودانية*. واعتبرت الحركة في
بيانها* "ان النظام في الخرطوم لم يتخذ بعد قرارا استراتيجيا بالحل
السياسي لقضية دارفور*".وتسعي الحكومة السودانية منذ اشهر وبرعاية الدوحة
الي التوصل لاتفاق سلام شامل مع المجموعات المتمردة في دارفور،* ولكن من
دون جدوي.وفي جنيف, اعلنت منظمة الصليب الاحمر ان حوالي* 7800* شخص
تضرروا في المواجهات التي وقعت في نهاية* 2010* الماضي بين القوات
الحكومية السودانية ومجموعة* التمرد في شمال دارفور*.