أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الأحد يونيو 22, 2014 7:37 pm الأحد يونيو 22, 2014 7:12 am الجمعة يونيو 20, 2014 11:26 am الأربعاء أبريل 30, 2014 7:54 pm الإثنين أبريل 21, 2014 10:28 am الثلاثاء مارس 04, 2014 9:05 am السبت مارس 01, 2014 2:58 pm السبت يناير 18, 2014 3:13 pm الأربعاء يناير 01, 2014 9:16 am الثلاثاء أكتوبر 22, 2013 10:39 am
شاعر عراقي معروف في الباديه..أصابه مرض الجدري فهجره أهله ورحلوا الى حمص وحماة..تمثل قصته قمة الصراع النفسي بين حبهم والفخر بهم وبين العتب عليهم لأنهم هجروه وتركوه وحيدا مع كلبه شير..تنقل بين البوادي والقرى ينشد شعرا فيه الفخر والحب للأهل...ومن أشعار الفخر التي قالها بحق أهله
كلما ابتعدت عن وهج البادية، تشدني إليها قصائد شعرائها وصهيل خيول فرسانها وغريزة مدفونة في داخلي لا تشبع إلا في لقائها. لا أستطيع دخول الجزيرة (جزيرة نينوى جنوب غرب الموصل وبقرب الحدود العراقية السوريه ) إلا عبر بوابات الصحراء وأحزان الصحراء وشيحها وقيصومها وكثبان رمالها. وتواصلي مع البادية ودخولي بواباتها، مفتاحه قصيدة بدوي معذب وما أكثر المعذبين. وها أنا أدخل اليوم بوابة البادية مع قصيدة شاعر، يبوح بأسراره وقد تركه أهله مع كلبه «شير» ورحلوا عنه بعد إصابته بمرض الجدري. والشاعر هو عبدالله الفاضل، شاعر الحسنة العنزية وشيخها وكريمها. وقد ولد وعاش في موطنه مدينة هيت العراقية على ضفاف أعالي الفرات. ومات خلال القرن التاسع عشر الميلادي في منطقة العلا الواقعة بين تدمر من الشرق وحمص وحماة من الغرب. وكنيته «أبو نجم» كريم مضياف. وله قصائد في باب «الفراقيات» وهي أشعار مثل «البكائيات» يرددها مع أوتار ربابته .
وأبو نجم، ليس استثناء، عندما تروى قصة حياته، فقد تلعب الأهواء أو غياب الرواية الحقيقية دورا هاما، فتتحول الأحداث إلى أساطير. تقول الرواية: عندما انتشر مرض الجدري في ديار قبيلة «العنزة»، أصاب المرض شيخ القبيلة عبد الله الفاضل، وفعل المرض اللعين فعله، وشوه معالم وجهه الوسيم الوضاء. وأصبح مجرد جسم نحيل يملك عينين غائرتين حزينتين. قرر قومه مغادرة «الديرة» وتركوا شيخهم الشاب خلفهم ونحروا «جزورا» أمام خيمته وربطوا كلبه «شير» بجانبه ليحميه من الوحوش، ووضعوا له في الخيمة شرابا وطعاما. وفي الليل المظلم، انطلقت القبيلة غربا هروبا من المرض. ونظر أبو نجم إلى «شير» الجالس إلى جانبه وناداه
هلك شالوا علامك حول يا شير = وخلوا لك عظام الجزر يا شير
ولو تبكي بكل الدمع يا شير = هلك شالوا على حمص وحماة
وتقول الرواية بأن جماعة من «الصلبة» مرت بالخيمة، فأخذته امرأة عجوز واستطاعت معالجته حتى شفي من مرضه. ولكن الشاعر المريض لم يخبرها عن اسم قبيلته لئلا تعرف القبائل الأخرى فيسبب لها العار والخجل. ويصل أبو نجم إلى مضارب رجل كردي كريم اسمه «تمر باش» في قرية على الحدود السورية التركية. وعمل خادما لديه، يقدم القهوة العربية ورضي بالغبن والجور وأن يكون «قهوجيا» ولكن إلى حين. وقد كان عبدالله الفاضل يراقب الشعراء وهم يمدحون الرجل الكردي، حتى جاء يوم، عانى منه أبو نجم، بعد توبيخ «تمر باش» له. فتسلل إلى الربابة المعلقة على عامود الخيمة، وبشاعرته المرهفة ومن قلبه المجروح، انطلق «راعي البويضة» البدوي الفارس والشاعر يردد شعرا، سكب فيه حزنه واعتزازه وحكى قصة حياته وبأنه ليس «القهوجي» الذي ترونه، ولكنه عبد الله الفاضل الشيخ الفارس العنزي. وفي حضرة الزعيم الكردي وضيوفه راح أبو نجم ينشد قصيدته:
هلي بالدار خلوني وشالوا = وخلوني كعود بطن شالوا
على حدب الظهور اليوم شالوا = وحالت دونهم كور وسراب
لقد تركوه في خيمته كالعود في الماء وحملوا أمتعتهم على ظهور الإبل، وغابوا خلف التلال والسراب. ويواصل قصة الأحزان
هلي شالوا بليل وما أعلموني = خلوني شبيه المعلموني
تمنيتج يروحي معلموني = معاهم لا صميل ولا زهاب.
لقد رحل أهلي في الليل وتركوني في أرض بعيدة. وتمنيت لو أنني معهم، ولكنهم غادروا ولم يتركوا لي طعاما ولا شرابا يكفيني. ويستمر الشاعر في إنشاد قصيدته التي وصلت (74) بيتا من شعر 'العتابا' وهو نمط مختلف عن تلك الأشعار البدوية التي يرددها شعراء باديتنا وبادية الأردن في بلاد الشام . وبعد أن ينهي روايته، يتوجه إلى مدح قبيلته، فهم عندما رحلوا، امتطوا خيولا أصيلة. وأهله ليس في دارهم رذيلة، ويسحقون أعداءهم إذا قاتلوا، ولا يؤذون أحدا ولا يفرقون بين القريب والغريب:
فأهله أهله القول الفصل في القضاء بين المتخاصمين، وهم أصحاب الخيول وفرسان الحرب وهم أهل الكرم وأصحاب العيس. وهكذا لم يترك أبو نجم خصلة من خصال أهل البادية إلا ونسبها إلى أهله. وامتداد القصيدة التي تشبه المعلقة، إلا أنها صيغت على طريقة أشعار 'العتابا'، من أجمل قصائد الفخر، عندما يقول في الخاتمة
عليك الراي من فاضل يا ديرا = وخشم الضد بالمرهف نديرا
غرم ترعى البويضه بكل ديرا = وغصب عن الشوارب واللحا
يناشد قومه بأن لا يأخذوا بغير رأيه، فأبوه يقطع بالسيف أنف عدوه، وناقته 'البويضه' ترعى في كل أرض رغم شوارب ولحا الأعداء.
وفي النهاية تختلف الروايات عن مصير عبدالله الفاضل، فهناك من قال بأن الزعيم الكردي أمر بسجنه حتى يكشف حقيقة أقواله. وبالفعل عاد الفرسان الذين أرسلهم بأخبار مؤكدة، بأن قبيلة الحسنة تركت شيخها وبأن المرض قد يكون أهلكه. ويقال أيضا: بأن الزعيم الكردي، اعتذر له وطلب أن يزوجه من ابنته إلا أنه اعتذر أو رفض كما رفض المال. ولم تنته الرواية، فقد تفرعت أكثر من رواية، البعض يقول بأن الشاعر استقر في بلدة حماه وفتح متجرا وبقي مجهولا، إلا أن أهله عرفوه أخيرا. وبعدها جاء وجهاء قومه واعتذروا إلا أنه رفض العودة. ولكن الجميل في رواية أخرى، بأن حنينه وحبه لزوجته «ثريه» حرك أشواقه عندما جاءت إليه فعاد وهو يردد:
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرين ليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهمات متتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوع مناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدب الحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلا تتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دين عليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلا تناقشا المشكله على العام بل على الخاص ان احترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقة تضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار في موقعنا إدارة منتديات سودانى مميز